تثير الحوادث التى تعلن عنها في الفترة الأخيرة من قتل وتعذيب للمواطنين واطلاق ليد الأمن الى الحد الذي اصبح معه إلقاء مواطن من شرفة منزلة خيارا متاحا لرجال الأمن في تعاملهم مع المواطنين كما تثير حملات الإعتقالات والتنكيل بالمعارضين للنظام على اختلاف توجهاتهم وحالة التحفز والمواجهة من جانب الأمن لأي تعبير واحتجاج سلمي إلى أن مصر تنحدر وبسرعة البرق إلى هوه سحيقة يمكن أن تقضي على هذا الوطن وتسلمه طوعا او كرها للمجهول والذي لن يكون فيه الخير لأي احد سواء وقف ليعارض النظام في نهجه الحالى أو آثر السلامة.
ولعل من المناسب في مثل هذه الظروف أن نستعيد الذاكرة وأن نرسل برسائل للجميع لعل الأمر يفتح بابا للمراجعة واتخاذ خطوات حاسمة نحو وقف التدهور الحاصل في الحياة السياسية والتعامل الأمني في مصر.
ولتنشيط الذاكرة فإن استعادة احداث العراق قبل الاحتلال وبعدها يمكن أن يسهم في توضيح خطاب التحذير وتعزيز البرهان لمن أراد أن يتذكر ويتعظ.
أزعم اننى كنت من الذين حاولو متابعة احداث العراق قبل الاحتلال عن كثب ولم تكن المتابعة للأخبار والتحليلات فقط بل وللصور والمشاهد ايضا ورب مشهد بسيط يعبر عن حقائق مذهلة لأصحاب الألباب.
لقد كان النظام العراقي يفخر انه اعد للغزاة الإمريكان جيشا قوامه 7 ملايين عراقي كلهم مسلحين ومستعدين لتنفيذ تهديده بجعل الغزاة ينتحرون على اسوار بغداد.
دعنا نتنقل بين المشاهد قبل الحرب واثنائها لنرسم الصورة بشكل اوضح.
المشهد الأول كان تتناقله وسائل الإعلام عن الحياة اليومية للعراقيين اثناء الغزو وكيف كان العراقيون يمارسون حياتهم بشكل عادى من تسوق واكل وشرب وحركة. وكان اعجب ما شهدته ذلك المشهد الذي استغل فيه العراقيون انقشاع العاصفة الترابية الساخنة التى اجتاحت الأجواء في العراق مما اضطر قوات الغزاة للتوقف عن عمليات التحليق واستهداف القوات العراقية ومؤسسات الدولة. إذ فور ان تحسنت الأجواء خرجت النساء العراقيات يصحبة ابنائهن للتنزه في الحدائق وهو سلوك غير طبيعي لبلد يعيش حالة حرب وغزو كاسح.
المشهد الثاني مارسته بنفسي عندما انطلقت الدعوات للشباب العربي لضرب ارقام عشوائية في العراق والتحدث الى من يرد وتأكيد دعمنا لهم فيما هم فيه ودعوتهم للثبات والصمود. وقد قمت بهذا فعلا فاشتريت بطاقة واتصلت من كبائن الهاتف فردت سيده عراقية واندفعت بدون توقف اتحدث إليها اننا معهم واننا لو استطعنا لذهبنا لهم وظللت اردد لا تخافي إن الله سينصركم وهي ترد بصوت شديد الهدوء والثبات لا لسنا خائفين شكرا. واستوقفني بعد المكالمة الحماس الجارف من ناحيتى والهدوء غير العادي من جانب السيدة.
كان تفسيرى للمشهدين ان العراقيين الذين شهدوا حروبا وتحليقا شبه يومي وعمليات عسكرية طوال 11 سنه منذ خروجها من الكويت تعودوا على مثل هذه الأجواء وفقدوا الإحساس بالخوف فراحوا يمارسون حياتهم اليومية بلا خوف من اصوات الصواريخ الموجهة او المدافع الأرضية او غيرها من المدافع والأسلحة.
المشهد الثالث الذي استدعيه في الفترة التي سبقت الحرب مباشرة ونقل فيها التلفزيون العراقي عرضا عسكريا لقوات الشرطة عباره عن مئات من سيارات دوريات الشرطه البيضاء التى كانت تطلق اصوات ابواقها المخيفة. وكنت اتساءل لمن تستعد هذه الدوريات؟ والحقيقة انه لم تكن عندي اجابه واضحه.
المشهد الرابع كان لوزير الداخلية العراقي في ذلك الوقت الذي خرج في اليوم الأول للحرب وهو يحمل مدفع رشاش فضي ويرفعه بيد واحده وهو يقول انه يمشي حاملا هذا المدفع استعدادا للغزاة! وانه ترك ابنه الصغير يحمل رشاشا ايضا في المنزل لمواجهة المحتلين.
الحقيقة التى ادركتها متأخرا بعد انقشاع الغبار, ان المواطن العراقي كان يواجه موقف في غاية الصعوبة فوطنه مهدد بالإحتلال ولكن في ذات الوقت كان يجثم على صدره نظام اضطهده بلا رحمه وألجأ حوالي ثلث الشعب العراقي الى الهرب نجاة بأنفسهم من جبروت النظام الذي افتتح عهده بمشهد رهيب في البرلمان وصدام ينفث دخان سيجاره في الهواء ويناقش المعارضين من النواب وهو يعلن عن مؤامره اقتيد بعدها بعض الأشخاص من قبل اجهزته الأمنية خارج القاعة الى المجهول. وكان حريصا طوال عهده ان يضع نفسه في صورة مهيب الركن الذي يمتلك الحكمة والشجاعة النادرة التى لم توهب لغيره.
فقد قرر الشعب في لحظة فارقه في اختياره بين حريته الشخصية التى فقدها تحت صدام وامن وطنه وحريته التى يراها مستباحه من الأعداء أن يختار حريته الشخصية؛ هذا لا يعني طبعا انه تجاوب مع المستعمر بل التزم الحياد متصورا ان معركته مع عدوه أسهل من مواجهة آلة الرعب الجهنمية التى اخترعها وادارها صدام وحزبه بلا هواده. ومن غباء نظام صدام انه راح يعزز هذه الصورة فكون مليشيات اسماها "فدائيو صدام" وراح يحاول في محاولة بائسة لنسب أي عمل بطولي أثناء الغزو لفدائيى صدام. كل الأناشيد الوطنية التى كان يذيعها تلفزيون العراق تقريبا كانت عن "ابي عدي" صاحب الحكمة وملهمها. كأن المعركة ليست ضد العراق بل ضد صدام. إذا فليكن ليقف صدام ويخوض معركته. وفي محاولته اليائسة لاستثارة حمية الناس للخروج ضد العدو الخارجي حاول النظام ان ينسب لمواطن طاعن في السن في يده بندقية من مخلفات الحرب العالمية الأولى الفضل في اسقاط طاترة للعدو وكافأه لكي يشجع الشعب على المقاومة ولكن هيهات.
إن مشهدا واحدا لوقفة العراقيين في الطريق المؤدي لقبر الإمام على رضى الله عنه لمنع القوات الأمريكية من التوجه له لملاحقة فارين ليدل ان قطاعات عريضه من الشعب العراقي وقفت موقف المحايد من الحرب واخطر غزو ضد بلادهم.
لقد كان مشهد العراقيين الذين راحوا يفتشون عن اقارب لهم في سراديب في اماكن الإعتقال الحكومية وتوهم بعضهم انهم يسمعون اصوات استغاثات من الداخل كان موقف يشي بالمجهول الذي كان يسوق اليه صدام شعبه. واستغل الأمريكان مراكز الإعتقال وادوات التعذيب التى كانت تستخدم ضد العراقيين ابشع استخدام في الأولى استخدمت لفضح النظام الذي دمر آدمية شعبه وأعده إعدادا لتقبل الإستعمار ثم ما لبث ان استخدم نفس الأساليب الصدامية لكبت العراقيين ظانا انه لا يصلح معهم غير اسلوب صدام في التعامل.
ربما لو أن عجلة الزمن عادت بالعراقيين الى الوراء بذاكرة اليوم لكان لهم اختيار اخر بعد ان عرفوا ان حرية المواطن وحرية الوطن كل لا يمكن تجزئته.
الحقيقة ان معركة سقوط بغداد لم تبدأ ليلة انطلاق شرارة الحرب بل بدأت قبل ذلك بكثير. بدأت في مراكز اعتقال امتهنت فيها كرامة الإنسان وحريته. بدأت على يد من زوروا استفتاء رئاسة صدام التى حصل فيها على 100% منافسا مكانة المولى تبارك وتعالى نفسه في نفوس العراقيين. بدأت على يد عواد البندر القاضي الظالم الذي حكم على الأبرياء بالإعدام. بدأت على يد حزب البعث الذي اختصر الوطن في حزب وراح يتفنن في اساليب قمع المعارضين والتسلط على الخلق والعباد. بدأ على يد إعلام فاشل استخدم الصورة في ارهاب الناس وفي التضليل الإعلامي حتى اخر لقطه اختفى بعدها محمد سعيد الصحاف وشخصن امال وآلالام الوطن في صورة رجل يرتدي القبعة الغربية ويطلق النار في الهواء بيد واحده مثل رجال الكاوبوي. بدأت هزيمة الوطن عندما بدأ العراقيون في الهجرة هربا بحياتهم وتركوا نهبا للضياع والشتات وبعضهم نهبا للعماله او العمل طوعا او كرها لصالح اجندة أعداء الوطن.
إن الحقيقة الأكثر مراره من هذا كله ان هذه المشاهد مرشحه للتكرار في أي وطن يتم فيه اذلال المواطن وتستباح كرامته وحريته من قبل أبناء وطنه. اننى لا ارسل هذه الرسالة لنظام هنا او هناك فهؤلاء وهؤلاء عرفوا مصيرهم حيث القمع هو طريقهم الوحيد الذي ظنوه من أجل البقاء ولكنى اوجه هذه الرسالة لمن يتعظ ممن يعمل على تمهيد ارض وطنه لغزو المجهول او عدو خارجي. إن تعذيب واذلال وامتهان كرامة أي انسان ليست جريمة فردية في حق هذا الإنسان أو ذاك بل هي جريمة كبرى في حق الوطن حين يسلب انتماء المواطن حتى ينتهي الأمر الى ضياع مستقبل وحرية الوطن نفسه وهي جريمة لا يمكن ان يعتذر عنها أبدا بأنه كان "عبد المأمور".
ولعل من المناسب في مثل هذه الظروف أن نستعيد الذاكرة وأن نرسل برسائل للجميع لعل الأمر يفتح بابا للمراجعة واتخاذ خطوات حاسمة نحو وقف التدهور الحاصل في الحياة السياسية والتعامل الأمني في مصر.
ولتنشيط الذاكرة فإن استعادة احداث العراق قبل الاحتلال وبعدها يمكن أن يسهم في توضيح خطاب التحذير وتعزيز البرهان لمن أراد أن يتذكر ويتعظ.
أزعم اننى كنت من الذين حاولو متابعة احداث العراق قبل الاحتلال عن كثب ولم تكن المتابعة للأخبار والتحليلات فقط بل وللصور والمشاهد ايضا ورب مشهد بسيط يعبر عن حقائق مذهلة لأصحاب الألباب.
لقد كان النظام العراقي يفخر انه اعد للغزاة الإمريكان جيشا قوامه 7 ملايين عراقي كلهم مسلحين ومستعدين لتنفيذ تهديده بجعل الغزاة ينتحرون على اسوار بغداد.
دعنا نتنقل بين المشاهد قبل الحرب واثنائها لنرسم الصورة بشكل اوضح.
المشهد الأول كان تتناقله وسائل الإعلام عن الحياة اليومية للعراقيين اثناء الغزو وكيف كان العراقيون يمارسون حياتهم بشكل عادى من تسوق واكل وشرب وحركة. وكان اعجب ما شهدته ذلك المشهد الذي استغل فيه العراقيون انقشاع العاصفة الترابية الساخنة التى اجتاحت الأجواء في العراق مما اضطر قوات الغزاة للتوقف عن عمليات التحليق واستهداف القوات العراقية ومؤسسات الدولة. إذ فور ان تحسنت الأجواء خرجت النساء العراقيات يصحبة ابنائهن للتنزه في الحدائق وهو سلوك غير طبيعي لبلد يعيش حالة حرب وغزو كاسح.
المشهد الثاني مارسته بنفسي عندما انطلقت الدعوات للشباب العربي لضرب ارقام عشوائية في العراق والتحدث الى من يرد وتأكيد دعمنا لهم فيما هم فيه ودعوتهم للثبات والصمود. وقد قمت بهذا فعلا فاشتريت بطاقة واتصلت من كبائن الهاتف فردت سيده عراقية واندفعت بدون توقف اتحدث إليها اننا معهم واننا لو استطعنا لذهبنا لهم وظللت اردد لا تخافي إن الله سينصركم وهي ترد بصوت شديد الهدوء والثبات لا لسنا خائفين شكرا. واستوقفني بعد المكالمة الحماس الجارف من ناحيتى والهدوء غير العادي من جانب السيدة.
كان تفسيرى للمشهدين ان العراقيين الذين شهدوا حروبا وتحليقا شبه يومي وعمليات عسكرية طوال 11 سنه منذ خروجها من الكويت تعودوا على مثل هذه الأجواء وفقدوا الإحساس بالخوف فراحوا يمارسون حياتهم اليومية بلا خوف من اصوات الصواريخ الموجهة او المدافع الأرضية او غيرها من المدافع والأسلحة.
المشهد الثالث الذي استدعيه في الفترة التي سبقت الحرب مباشرة ونقل فيها التلفزيون العراقي عرضا عسكريا لقوات الشرطة عباره عن مئات من سيارات دوريات الشرطه البيضاء التى كانت تطلق اصوات ابواقها المخيفة. وكنت اتساءل لمن تستعد هذه الدوريات؟ والحقيقة انه لم تكن عندي اجابه واضحه.
المشهد الرابع كان لوزير الداخلية العراقي في ذلك الوقت الذي خرج في اليوم الأول للحرب وهو يحمل مدفع رشاش فضي ويرفعه بيد واحده وهو يقول انه يمشي حاملا هذا المدفع استعدادا للغزاة! وانه ترك ابنه الصغير يحمل رشاشا ايضا في المنزل لمواجهة المحتلين.
الحقيقة التى ادركتها متأخرا بعد انقشاع الغبار, ان المواطن العراقي كان يواجه موقف في غاية الصعوبة فوطنه مهدد بالإحتلال ولكن في ذات الوقت كان يجثم على صدره نظام اضطهده بلا رحمه وألجأ حوالي ثلث الشعب العراقي الى الهرب نجاة بأنفسهم من جبروت النظام الذي افتتح عهده بمشهد رهيب في البرلمان وصدام ينفث دخان سيجاره في الهواء ويناقش المعارضين من النواب وهو يعلن عن مؤامره اقتيد بعدها بعض الأشخاص من قبل اجهزته الأمنية خارج القاعة الى المجهول. وكان حريصا طوال عهده ان يضع نفسه في صورة مهيب الركن الذي يمتلك الحكمة والشجاعة النادرة التى لم توهب لغيره.
فقد قرر الشعب في لحظة فارقه في اختياره بين حريته الشخصية التى فقدها تحت صدام وامن وطنه وحريته التى يراها مستباحه من الأعداء أن يختار حريته الشخصية؛ هذا لا يعني طبعا انه تجاوب مع المستعمر بل التزم الحياد متصورا ان معركته مع عدوه أسهل من مواجهة آلة الرعب الجهنمية التى اخترعها وادارها صدام وحزبه بلا هواده. ومن غباء نظام صدام انه راح يعزز هذه الصورة فكون مليشيات اسماها "فدائيو صدام" وراح يحاول في محاولة بائسة لنسب أي عمل بطولي أثناء الغزو لفدائيى صدام. كل الأناشيد الوطنية التى كان يذيعها تلفزيون العراق تقريبا كانت عن "ابي عدي" صاحب الحكمة وملهمها. كأن المعركة ليست ضد العراق بل ضد صدام. إذا فليكن ليقف صدام ويخوض معركته. وفي محاولته اليائسة لاستثارة حمية الناس للخروج ضد العدو الخارجي حاول النظام ان ينسب لمواطن طاعن في السن في يده بندقية من مخلفات الحرب العالمية الأولى الفضل في اسقاط طاترة للعدو وكافأه لكي يشجع الشعب على المقاومة ولكن هيهات.
إن مشهدا واحدا لوقفة العراقيين في الطريق المؤدي لقبر الإمام على رضى الله عنه لمنع القوات الأمريكية من التوجه له لملاحقة فارين ليدل ان قطاعات عريضه من الشعب العراقي وقفت موقف المحايد من الحرب واخطر غزو ضد بلادهم.
لقد كان مشهد العراقيين الذين راحوا يفتشون عن اقارب لهم في سراديب في اماكن الإعتقال الحكومية وتوهم بعضهم انهم يسمعون اصوات استغاثات من الداخل كان موقف يشي بالمجهول الذي كان يسوق اليه صدام شعبه. واستغل الأمريكان مراكز الإعتقال وادوات التعذيب التى كانت تستخدم ضد العراقيين ابشع استخدام في الأولى استخدمت لفضح النظام الذي دمر آدمية شعبه وأعده إعدادا لتقبل الإستعمار ثم ما لبث ان استخدم نفس الأساليب الصدامية لكبت العراقيين ظانا انه لا يصلح معهم غير اسلوب صدام في التعامل.
ربما لو أن عجلة الزمن عادت بالعراقيين الى الوراء بذاكرة اليوم لكان لهم اختيار اخر بعد ان عرفوا ان حرية المواطن وحرية الوطن كل لا يمكن تجزئته.
الحقيقة ان معركة سقوط بغداد لم تبدأ ليلة انطلاق شرارة الحرب بل بدأت قبل ذلك بكثير. بدأت في مراكز اعتقال امتهنت فيها كرامة الإنسان وحريته. بدأت على يد من زوروا استفتاء رئاسة صدام التى حصل فيها على 100% منافسا مكانة المولى تبارك وتعالى نفسه في نفوس العراقيين. بدأت على يد عواد البندر القاضي الظالم الذي حكم على الأبرياء بالإعدام. بدأت على يد حزب البعث الذي اختصر الوطن في حزب وراح يتفنن في اساليب قمع المعارضين والتسلط على الخلق والعباد. بدأ على يد إعلام فاشل استخدم الصورة في ارهاب الناس وفي التضليل الإعلامي حتى اخر لقطه اختفى بعدها محمد سعيد الصحاف وشخصن امال وآلالام الوطن في صورة رجل يرتدي القبعة الغربية ويطلق النار في الهواء بيد واحده مثل رجال الكاوبوي. بدأت هزيمة الوطن عندما بدأ العراقيون في الهجرة هربا بحياتهم وتركوا نهبا للضياع والشتات وبعضهم نهبا للعماله او العمل طوعا او كرها لصالح اجندة أعداء الوطن.
إن الحقيقة الأكثر مراره من هذا كله ان هذه المشاهد مرشحه للتكرار في أي وطن يتم فيه اذلال المواطن وتستباح كرامته وحريته من قبل أبناء وطنه. اننى لا ارسل هذه الرسالة لنظام هنا او هناك فهؤلاء وهؤلاء عرفوا مصيرهم حيث القمع هو طريقهم الوحيد الذي ظنوه من أجل البقاء ولكنى اوجه هذه الرسالة لمن يتعظ ممن يعمل على تمهيد ارض وطنه لغزو المجهول او عدو خارجي. إن تعذيب واذلال وامتهان كرامة أي انسان ليست جريمة فردية في حق هذا الإنسان أو ذاك بل هي جريمة كبرى في حق الوطن حين يسلب انتماء المواطن حتى ينتهي الأمر الى ضياع مستقبل وحرية الوطن نفسه وهي جريمة لا يمكن ان يعتذر عنها أبدا بأنه كان "عبد المأمور".